قال الله تعالى: ]هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ
وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي
قَرِيبٌ مُّجِيبٌ [([1]).
من أسماء الله تعالى: ((القريب))، وقربه نوعان:
النوع الأول: قرب عام وهو إحاطة علمه بجميع الأشياء، وهو أقرب إلى
الإنسان من حبل الوريد، وهو بمعنى المعية العامة.
النوع الثاني:وقرب خاص بالداعين
والعابدين المحبين،وهو قرب يقتضي المحبة، والنصرة، والتأييد في الحركات والسكنات،
والإجابة للداعين، والقبول والإثابة للعابدين([2]). قال تعالى: ]وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ
أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [([3]).
وإذا
فُهِمَ القرب بهذا المعنى في العموم والخصوص لم يكن هناك تعارض أصلاً بينه وبين ما
هو معلوم من وجوده تعالى فوق عرشه، فسبحان من هو عليٌّ في دنوّه، قريب في علوَه))([4]).
|